السـل الكـاذب
الخراج؛ الطلع؛ التهاب العقد الليمفية التجبّني في الغنم
Pseudotuberculosis (Ovine Caseous Lymphadinitis)
الخراج؛ الطلع؛ التهاب العقد الليمفية التجبّني في الغنم
Pseudotuberculosis (Ovine Caseous Lymphadinitis)
المقدمة :
السل الكاذب وهو مرض بكتيري وبائي مزمن المسبب المرضي جرثومة الوتديات الدرنية الكاذبة Corynebacterium pseudotuberculosis ويطلق عليه إسم التهاب العقد الليمفاوية التجبني ويسمي محليا مرض "الخراج" أو "الطلع." وتصاب به أساسا الأغنام والماعز والخيول (تسبب نفس هذه البكتريا مرضاً في الخيل يسمي التهاب الأوعية الليمفاوية التقرحي يتميز بتضخم الأوعية الليمفاوية والعقد الليمفاوية في الأرجل وأسفل البطن )والابل والغزلان الحيوانات الكبيرة في السن أكثر عرضة للإصابة وقد ينتقل للإنسان (تنتقل بكتريا السل الكاذب أحياناً إلي الإنسان مسببة التهاباً في الأمعاء والعقد الليمفية المساريقية.) ويوجد فى جميع أنحاء العالم.
وتتمثل خطورة هذا المرض في بقاء الميكروب المسبب له وتوطنه في المناطق المصابة لفترات طويلة واستجابته الضعيفة للمضادات الحيوية وأيضا في صعوبة الكشف المبكر للحيوانات المصابة من خلال الأعراض الإكلينيكية حيث يتم اكتشاف معظمها خلال الذبح. وتتمثل الأهمية الاقتصادية لهذا المرض في تأثيره على إنتاجية اللحوم وذلك من خلال إعدام الذبائح أو الأجزاء المصابة منها حيث تنص قوانين بعض الدول ومنها بريطانيا على أن الذبيحة التي يكون بها أكثر من إصابتين يجب أن تعدم وتكون غير صالحة للاستهلاك الآدمي كما ينتج عنه ضعف وهزال يؤدي إلى نقص في إنتاجية الحيوان من الصوف واللبن في حالة إصابته للضرع محدثا إلتهابات مزمنا وأحيانا قد يتسبب في حدوث نفوق للحيوانات المصابة وذلك عندما تتعدد الإصابات في أماكن متفرقة من جسم الحيوان.
ويتسبب هذا المرض في خسارة سنوية بلغت 30 مليون دولار في مزارع الأغنام الاسترالية كما تسبب أيضا في نسبة فقد من لحم الضأن بلغت 5 % من خلال إعدام الذبائح المصابة في كندا.
مسبب المرض:
هو ميكروب كوريني السل الكاذب Corynebacterium pseudotuberculosis وهو نوع من البكتريا الهوائية موجبة الجرام ويتراوح شكله ما بين العصوي والكروي ويعيش هذا المكيروب لفترات طويلة في البيئة ويساعد على نموه وبقائه أكثر إذا صادف ظروفا مناسبة مثل الرطوبة ودرجات الحرارة المنخفضة.
طرق انتشار المرض :
الفترة النموذجية لحضانة هذا الميكروب من 2- 6 شهور, توجد بكتريا السل الكاذب بكثرة في التربة وبراز الحيوانات المريضة كما تفرز بكمية كبيرة في القيح الذي يملأ الخراجات في تلك الحيوانات، مما يؤدي إلى تلوث الحظائر.
1. وتحدث الإصابة غالبا من خلال الجلد أثناء عملية جز الصوف أو الخصي
2. وكذالك الجروح حتى لو كانت صغيرة جدا مثل التي قد تحدث في الفم من تناول شعير له أطراف مدببة حادة غير مجروش
3. أو عند تناول الأعلاف أو المياه الملوثة بالقيح ( الذي يحتوي على أعداد كبيرة جدا من البكتيريا المسببة للمرض ) الناتج من إنفتاح أو تمزق الخراج الموجود بالغدد الليمفاوية السطحية المصابة
4. وقد ثبت أيضا إنه يمكن أن ينتقل هذا الميكروب عن طريق الاستنشاق
الاعراض السريرية :
الشكل العام للمرض يتمثل في صورتين أساسيتين:
1. صورة خارجية: تظهر في صورة تضخم وخراريج في العقد الليمفاوية الخارجية مثل التحت فكية والعنقية والأربيةو أمام الكتف , أو الفخذ , والفوق ضرعية ثم تمتد إلى بقية العقد الجسمية. ويظهر المرض على شكل تضخم العقد الليمفاوية نتيجة لوجود القيح ذي اللون الأصفر المخضر وإحاطتها بجدار سميك من النسيج الضام ومن ثم يجف فتصبح مخططة تشبه طيات البصل وقد تتكلس في النهاية
اماكن تواجد العقد اللمفاوية في جسم الحيوان
العقد اللمفاوية متضخمة و تشبه طيات البصل
1. صورة داخلية: . وفي حالة المرض العام وانتشاره تمتد الإصابة إلى كليتي الحيوان ورئتيه وكبده وطحاله حيث يتكون خراريج متحوصلة وتتمثل خطورة هذا الميكروب في إفرازه لنوع معين من السموم البكتيرية له القدرة على اختراق جدار الأوعية الدموية والانتشار في أجزاء متعددة من الجسم وتقوم الأجهزة الدفاعية للجسم بالتخلص من العدوى المبكرة للميكروب ولكن في حالة استقرار العدوى داخل جسم الحيوان فيظل الميكروب بالرغم من نشاط المناعة الخلوية.
ومن الأعضاء النادر إصابتها بهذا المرض الخصية والضرع والجهاز العصبي المركزي.
يصاب الحيوان تدريجياً بالهزال ثم النفوق .
الآفات المرضية:
تتمثل الآفات التشريحية لهذا المرض بوجود القيح في كل من العقد الليمفاوية والأعضاء الداخلية وتتميز خراريج هذا المرض بأنها كبيرة الحجم وبطيئة النمو ومتكبسة وتحتوي على مادة صديده متجبنة وفي أحيان كثيرة قد تتمزق الحافظة الخارجية للخراج وينتج عنها خروج سائل قيحي متجبن ذو لون أبيض يميل إلى الاخضرار.
وتختلف الصورة الإكلينيكية للمرض في كل من الأغنام والماعز حيث يقتصر المرض في الماعز على وجوده في الغدد الليمفاوية الخارجية الموجودة بالرأس والعنق .
وتكون إصابة الأعضاء الداخلية أكثر شيوعا في الأغنام عنها في الماعز وذلك لكثرة تعرضها للجروح والخدوش وذلك من خلال جز الصوف- الترقيم- الخصي- الوشم حيث تتلوث الجروح بالميكروب الناتج من إفرازات أغنام أخرى مصابة وتكون الخراريج مميزة الشكل في الأغنام في كل من الغدد الليمفاوية والأعضاء الداخلية مثل الرئة ففي المراحل المبكرة يرى قيح جيلاتيني ذو لون أبيض يميل إلى الاخضرار وفي المراحل الأخيرة ترى في صورة طبقات متبادلة من التقيحات المتجبنة والأنسجة الليفية من الداخل إلى الخارج وهي من العلاقات المميزة للمرض حيث إنها ترى عند قطعها كالبصلة وتصبح متحجرة. وتختلف صورة الآفات المرضية في الماعز حي لا تظهر الخراريج هذا الشكل وإنما تتكون من ارتشاح قيح سميك متجانس.
التشخيص:
1- يعتمد التشخيص على التعرف على الآفات المميزة للمرض من خلال وجود تورم في الغدد الليمفاوية وعند فتحها يرى الشكل المميز لخراريج المرض.
- التشخيص المعملي :
ويمكن تجهيز مسحات من الصديد وصبغتها بصبغة جرام علاوةً على عزل و الزرع الجرثومي الميكروب.
والفحص السيرولوجي للمرض للتعرف على الأجسام المناعية في سيرم الحيوانات المصابة باستخدام عدة اختبارات سيرولوجية مثل اختبار ELISA .
ملاحظه :
يجب التنويه إلي وجود مرض آخر في الغنم والمعز يسمي "مرض موريل" تسببه بعض أنواع البكتريا العنقودية ويشبه تماما مرض السل الكاذب ولا يمكن التفريق بينهما إلا بالزرع البكتيري لمعروفة الميكروب المسبب. و مرض موريل موجود أيضاً بكثرة
التفريق التشخيصي :
· Arcanobacterium pyogenes
· Actinobacillus lignieresi ( cruels )
· Staphlococcal dermatitis
العلاج :
الاحتياجات لقيام بفتح الخراج :
· القفازات
· الكحول جراحي لتعقيم منطقه الجرح
· مشرط
· سرنج
· بيروكسيد الهادروجين
· شاش
· ايودين
الاجراءات
أولا : نقوم بتعقيم مكان الخراج قبل الفتح بالكحول او اي معقم جراحي آخر
ثانيا : نباشر فتح الخراج ثم نضغط من جهة مغايرة لجهة الفتح لتسهيل خروج القيح
ثالثا :نقوم بحقن الخراج بيروكسيد الهايدروجين من جهة مغايرة للفتحة التي احدثتها بالمشرط
رابعا :و هنا نرى التفاعل بين بيروكسيد الهايدروجين و الخراج و الذي ينتج عنه تنظيف القيح و تعقيمه و خروج ما تبقى من قيح
خامسا :و نكرر الحقن مرة اخرى بيروكسيد الهايدروجين لنتأكد أن الخراج اصبح نظيفا
سادسا :نجهز الشاش و نرشه باليودين ثم نقوم بادخاله في الفتحة مع مراعاة جعل جزء من الشاش متدلي خارج فتحة الخارج حتى تسهل عملية اخراج الشاش وقت الغيار .
و بذلك تكون العملية قد انتهت و يجب تغيير الشاش بعد 4 ايام.
الوقاية :
1. تطعيم الحلال كل سنه بالقاح BCG (لقاح ميت يعطي مناعة جزئية للحيوانات ويمكن استخدامه سنويا إذا لزم) للوقاية من السل الكاذب .
2. مراعات نظافة أدوات الجز و المعالف والمشارب والمغاطس وأدوات الخصي
3. الأغنام المشتراه تخضع للفحص و المراقبة لمدة شهر قبل دخولها على القطيع
4. تطهير جروح الأغنام الناتجة عن الجز ببخاخات المضاد الحيوي و اليود .
5. تغطيس الاغنام بعد عملية الجز.
6. تحصين الاغنام يقلل من حدوث المرض ولكنه لا يؤثر في الأغنام المصابة.