فيروس البارفو Parvovirus في الكلاب
الالتهاب المعوي الفيروسي للكلاب(CPV)
المقدمة
:
هو مرض جديد نسبيا ظهر عام
1978 في منطقة كنتاكي ، و بسبب شدة هذا المرض و سرعة انتشاره بين
مجموعات الكلاب، نال الفيروس اهتمام العامة، و الفيروس مشابه جدا لفيروس الدستمبر
أو حصبة القطط، و المرضين تقريبا متماثلين تماما، لهذا يعتقد الكثيرون ان هذا
الفيروس جاء نتيجة طفرة لفيروس القطط، لكن لم يثبت صحة هذا الاعتقاد.
البارفو مرض شديد العدوي للكلاب السليمة خاصة اصحاب المناعة الضعيفة و عض سلالات الكلاب، مثل German Shepherd Dogs, Rottweilers,
Doberman Pinschers, English Springer Spaniels, American Staffordshire Terriers ، وهذه السلالات معرضة بشكل خاص لهذا المرض غير أنه من غير المعروف
لماذا تكون هذه السلالات عرضة بشكل أكبر من غيرها لهذا المرض.والكلاب
التي لم تحصل علي تطعيماتها الدورية
وبنسبة 85% من بين جميع الحالات تحدث للكلاب تحت سن سنة واحدة. الجراء هم
الأكثر عُرضه لأن لديهم عدد كبير جدًا من الخلايا سريعة التقسيم في المعدة
والأمعاء؛ وهذه الخلايا هي هدف الفيروس الرئيسي. إذا كان الكلب كبير سنًا (بعد
عمر عام) ،
فإصابته بالفيروس غير محتملة (لكنها ليست مستحيلة).
المسبب المرضي :
Parvo viral enteritis
الفيروس
يصيب المعدة والأمعاء الدقيقة ، و يسبب فيه أكبر ضرر. يفضل الفيروس أن يصيب
الأمعاء الدقيقة ، حيث يدمر الخلايا ويضعف الامتصاص ويعطل حاجز الأمعاء. يؤثر
البرافو في الجراء أيضًا على النخاع العظمي والأنسجة الليمفاوية ، وفي بعض الحالات
يمكن أن يؤثر أيضًا على القلب
يعتبر فيروس البارفو
خبيثًا جدًا لأنه يهاجم الخلايا الموجودة في النخاع العظمي للحيوان والأمعاء.
بمجرد أن يتأثر النخاع العظمي ، ينخفض عدد خلايا الدم البيضاء لدى الحيوان ، مما
يزيد من خطر الإصابة ، ويبدأ الجهاز المناعي في الإغلاق
عندما تتأثر الخلايا
المعوية ، تصبح بطانة الأمعاء تالفة ، ولم يعد الجسم قادرًا على امتصاص العناصر
الغذائية أو هضم الطعام بشكل صحيح. والنتيجة هي الغثيان والقيء والإسهال الحاد مع رائحة أسوأ بكثير من البراز
الطبيعي للكلب.
تأثير المرض على الجسم ،
سيصبح الكلب ضعيفًا جدًا وجفافًا. قد يصاب الكلب بالإنتان ، وهو التهاب في الدم
يمكن أن يحدث عندما لا يمكن للجدران المعوية أن تعمل كحاجز ضد البكتيريا
فيروس البارفو ثابت في
البيئة و يقاوم تأثير الحرارة، و المطهرات، و الكحول، و قد تم اكتشاف فيروس
البارفو في براز الكلب حتى بعد مرور ثلاثة اشهر في درجة حرارة الغرفة، و بسبب ثبات
هذا الفيروس يمكن للفيروس أن ينتقل بسهولة عن طريق الشعر الملوث أو قدم الكلب
المصاب، الحذاء الملوث بالفيروس، الملابس، و الأشياء الأخرى الملوثة بالفيروس، فلا
يلزم الاتصال المباشر بين الكلاب لانتشار الفيروس، عادة تصبح الكلاب المصابة
بالفيروس و التي تظهر عليها الأعراض مريضة خلال من 7 إلى 10 أيام من العدوى الأولى.
الجراء الذين تتراوح
أعمارهم بين ستة أسابيع وستة أشهر هم الأكثر عرضة للإصابة ببارفو. لا تزال الجراء
الأصغر من ستة أسابيع تحتفظ ببعض الأجسام المضادة لأمها ، على افتراض أن الام
حاصلة على لقاح بارفو. يتم تحصين الجراء ضد برافو في حوالي 6 و 8 و 12 أسبوعًا من
العمر. هم عرضة للمرض حتى يتلقوا جميع الجرعات الثلاث في سلسلة التطعيم الخاصة بهم
، مما يعني أن المالكين بحاجة إلى اتخاذ احتياطات إضافية خلال هذا الوقت لمنع
الجراء من الإصابة بالفيروس. يجب أن تتلقى الجراء جرعة من لقاح فيروسات الكلاب
الصغيرة بين 14 و 16 أسبوعًا ، بغض النظر عن عدد الجرعات التي تلقوها في وقت سابق
، لتطوير الحماية الكافية
المرض له شكلين رئيسيين :
شكل الأول خاص بالأمعاء والجهاز الهضمي: ويتميز بالقيء الشديد المتكرر،
فقدان الشهية، خسارة الوزن والاسهال المدمم في المراحل المتأخرة ، بارفو الجهاز
الهضمي هو الاكثر شهرة والاكثر شيوعا والاسهل في التشخيص والعلاج، البارفو يهاجم بشكل رئيسي الامعاء
، ويقلل قدرتها علي الامتصاص ، مما يسبب جفاف شديد جدا
الشكل الثاني هو بارفو القلب : وهو اقل شيوعا واصعب في التشخيص وهذا هو احد اسباب عدم شهرته
في اوساط المربيين ، هاجم الفيروس عضلات القلب في الجراء الصغار بشكل أساسي
وغالبا ما يتسبب ذلك في موت الجراء.
العدوى :
تحدث العدوي بشكل مباشر او غير مباشر
بشكل مباشر عن طريق الاحتكاك بين الكلب المصاب وكلب اخر سليم
بشكل غير مباشر عن طريق اي جسم ملوث ببقايا فضلات الكلب المصاب مثل الارض
والاحذية واطباق الطعام والماء
فيروس البارفو له القدرة علي حماية نفسه فترات طويلة خارج الجسم .
إذا كانت أم الجرو غير مُطعمة ضد هذا الفيروس، من الممكن أن يظهر هذا الفيروس
مبكرًا، في الأسابيع القليلة الأولى من حياته.
تصاب الكلاب عن طريق بلع الفيروس، و بالتالي يحمل الفيروس الى الأمعاء حيث
يخترق جدار الأمعاء مسببا الالتهاب( يدخل الفيروس نظام الكلب عبر الفم.
يستغرق الأمر من ثلاثة إلى سبعة أيام حتى يصبح المرض نشطًا في الجسم)
تبدأ الجراء والكلاب البالغة المصابة ببارفو في التخلص من الفيروس في غضون 4
إلى 5 أيام من التعرض ، لا تتزامن هذه الفترة الزمنية دائمًا مع أعراض مرض الأولى
، مما يعني أن الكلاب يمكن أن تكون معدية قبل أن يدرك الملاك أنهم مرضى. تستمر
الجراء في التخلص من الفيروس لمدة تصل إلى 10 أيام بعد الشفاء السريري ، لذلك تأكد
من إبقاء أي جرو يتعافى من parvo
بعيدًا عن الكلاب غير المحصنة والملقحة جزئيًا.
الاعراض السريرية :
- لأعراض الرئيسية لمرض البارفو في الكلاب مرتبطة بالعدوى التي تصيب الأمعاء وتتمثل في الإسهال الدموي، والخمول، وفقدان الشهية والحمى والقيء، وفقدان الوزن الشديد.
- عدوى مرض البارفو للأمعاء تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية، مما يؤثر على الحيوان ويصيبه بالجفاف بسبب نقص البروتين وعدم امتصاص السوائل بشكل صحيح.
- كما قد تصاب ايضا الانسجة الرخوة للفم والعينين بالاحمرار الشديد, كما قد تزداد ضربات القلب بشكل سريع وملحوظ. عند فحص الكلب عن طريق الطبيب البيطري بواسطة اليد, قد يشعر الكلب بالألم عند لمس منطقة البطن, كما أن درجة حرارة الجسم تنخفض بشكل ملحوظ بسبب مرض البارفو.
- اذا لم يتم البدء في العلاج في مراحل مبكرة تنخفض درجة الحرارة بشكل ملحوظ، وتحدث صدمة للقلب ، ثم الوفاة
تنظيف و تعقيم مكان الكلب المصاب بالبارفو :
- فيروس البارفو له القدرة علي الحفاظ علي حياته في التربة الطينية لمدة تقارب عام كامل، وحتى في المناخات الباردة حيث أن الفيروس يمكنه البقاء على قيد الحياة عند درجة حرارة التجمد.
- عدد قليل جدا من المطهرات له القدرة علي قتل فيروس البارفو
- يجب غسل المكان جيدا للتخلص من فضلات الكلب المصاب
- ثم بعد ذلك تطهير المكان باستخدام الكلور جيدا، أفضل طريقة للتطهير تتم باستخدام محلول مكون من 250 مل كلور على 4 لتر من الماء، و يفضل استخدام الكلور حيث أن معظم المطهرات القاتلة للفيروسات لا تقضي على فيروس البارفو.
التشخيص:
- يتم تشخيص مرض البارفو عن طريق الفحص البدني بواسطة الطبيب البيطري، كذلك قد يطلب الطبيب البيطري اختبارات الكيمياء الحيوية للجسم، وتحليل البول، وتصوير اشعة على البطن، كما قد يطلب اشعة الموجات فوق الصوتية على البطن. أحد مؤشرات مرض البارفو هو انخفاض مستويات خلايا الدم البيضاء، خصوصا اذا اجتمع ذلك مع براز دموي.
- تحليل الكيمياء الحيوية والبول قد تكشف ايضا عن انزيمات مرتفعة الكبد،كما قد تظهر الاشعة التصويرية على البطن عن وجود انسداد معوي، في حين أن الموجات فوق الصوتية على البطن قد تكشف عن تضخم العقد اللمفاوية في أعلى الفخذ، أو في جميع أنحاء الجسم. وكل هذه المؤشرات تدل على اصابة الكلب بعدوى فيروس مرض البارفو
- قد يحتاج الطبيب البيطري منك إلى إعطاء تاريخ دقيق للصحة العامة للكلب، والأنشطة الأخيرة له، كما سيسأل عن ظهور الأعراض المميزة للمرض. وكوسيلة اضافية يمكنك جمع عينة من البراز الكلب الخاص بك، أو القيء، وسيكون الطبيب البيطري وقتها قادر على فحصها مجهريا للبحث عن وجود الفيروس فيها. اكتشاف الأجسام المضادة لفيروس البارفو في مصل الدم، قد يحدث في بعض الأحيان أن يكون هناك كلب مصاب بفيروس البارفو لكن لا يظهر الفيروس في البراز، و لحسن الحظ هذا ليس معتادا.
العلاج.:
لا يوجد علاج محدد ومباشر لمرض البارفو
ولكن العلاج يعتمد بشكل عام علي دعم الجسم لمقاومة المرض، وعلاج الاعراض ،
والعمل علي تقليل اسباب الوفاة من المرض مثل الجفاف والتسمم البكتيري الثانوي
والنزيف والتفاف الامعاء
الادوية المستخدمة في الاغلب تكون مضادات حيوية، ومن الممكن ان يستخدم
الطبيب البيطري اكثر من واحد في نفس الوقت،
ادوية مضادة للنزيف، محاليل الوريد والتي تعتبر نقطة حيوية جدا في العلاج
ضد البارفو سواء في استخدامها مبكرا او استخدامها بشكل صحيح
فإن معدل البقاء على قيد الحياة مع العلاج المناسب يتراوح بين 70 و 80 في
المئة
التطعيم :
التطعيم ضد المرض في الجراء بداية من عمر 45 يوم “وليس قبل هذا العمر حتى لا
يضر الجهاز المناعي للجرو”
ثم يكرر التطعيم بجرعاته التنشيطية بعد 3 أسابيع مرة ، ومرة أخري بعد 3
أسابيع
(جرعه عمر 6 أسابيع – 9 أسابيع – 12 أسبوع) ثم يكرر بشكل سنوي حتي يصل لعمر
8 سنوات.
لكن لا يمكن أن نقول أن التطعيم يقي الكلب من فيروس بارفو بنسبة 100 % ، لكن
يمكن القول أن التحصين بجرعة سليمة يضمن للكلب حالة صحية جيدة ، وتحفيز الجسم
لإنتاج أجسام مناعية لمواجهة المرض ,بالتالي نسبة الوقاية من المرض تتعدي 90 % .
ملاحظه هامة : وهناك بعض المفاهيم الشائعة التي ليس لها أساس
من الصحة مثل تحصين الإناث في الحمل لولادة جراء مكتملة المناعة ، أن تحصين الأنثى
أثناء الولادة ما هي إلا عملية تدمير للحمل ،وتعريض الأم لمخاطر عديدة كالإجهاض
وعسر الولادة ، بالإضافة إلى ذلك لا يستفيد الجنين من التحصين بل يضر بمناعته، التي يكتسبها مع بداية الرضاعة بلبن الأم
والاستفادة من “السرسوب”
نسبة الشفاء من مرض البارفو عند الجراء:
برغم خطورة مرض البارفو في الكلاب إلا ان نسبة الشفاء من البارفو تتخطى 70%
من الحالات. لذلك اتباع ارشادات الطبيب البيطري والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة هي
مفتاح النجاة للكلب من هذا المرض.
بعض الكلاب قد لا تبقى على قيد الحياة برغم اتخاذ الادوية اللازمة وذلك بسبب
الجفاف الشديد, أو السموم البكتيرية الزائدة في الدم بسبب تأخر العلاج. أو ربما
النزيف المعوي الشديد. كما أن نسب الوفيات ترتفع في الجراء الصغيرة بسبب عدم تطور
الجهاز المناعي الخاص بها واكتمال نموه.
الرعاية الكلب بعد العلاج :
النجاة من البارفو ليست كل شئ ،ضع في اعتبارك ان الكلب المصاب سيخرج من
مرحلة العلاج بجهاز مناعي ضعيف للغاية
الكلب المصاب يظل يخرج الفيروس من جسمه بعد الشفاء لمدة شهرين تقريبا ولذلك
فهو مصدر عدوي للكلاب السليمة
تطهير المكان امر حيوي وضروري
الاصابة تعطي الكلب مناعة لفترة طويلة أو ربما مدى الحياة.
اذهب للطبيب البيطري لإعطاء كلبك التطعيمات المناسبة بعد استقرار حالته بشكل
كامل
الوقاية من مرض البارفو في الكلاب
أفضل وسائل الوقاية التي يمكن اتخاذها ضد العدوى هو اتباع البروتوكول الصحيح
عند. ينبغي
تطعيم الجراء الصغار في ستة، تسعة، واثني عشر أسبوعا، كما يجب أن لا يختلط الكلب
بكلاب آخرين في خلال أسبوعين من التطعيم.كما قد تتطلب بعض السلالات المعرضة للخطر
فترة أطول تصل إلى 22 أسبوعا.
هل ينتقل البارفو للإنسان أو لحيوانات أخري؟
بارفو الكلاب لا يصيب الانسان ولا أي كائن آخر ، ومع ذلك لا تهمل التطهير
أبدا